كتب _ أشرف المهندس
(إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) التوبة
هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينةحملت دروسًا لا تُحصى ولا تُعد
ولكن لنخذ بعض من تلك الدروس فى نقاط توضح لنا اهمية الاعتماد على الله عز وجل
والاخذ بالاسباب
فمن المستحيل أن يجتاز المسلمون خطوات كبدر والأحزاب وخيبر وتبوك، دون المرور
على فترة مكّةومن المستحيل أن تُبنى أمة صالحة، أو تنشأ دولة قوية
أو تخوض جهادًا ناجحًا
أو تثبت في قتال ضارٍ.أو تقف بصلابة أمام كل فتن الدنيا
لقد بذل رسول الله وصاحبه أبو بكر الصّدّيق كل ما في طاقتهما لإنجاح عملية الهجرة
وهذا هو الإعداد المطلوب من المؤمنين أن يُعِدُّوا ما يستطيعون،
وما فوق الاستطاعة ليس مطلوبًا منهم
كنا نلاحظ أن الخطة قد حدث فيها بعض الثغرات الخارجة عن حدود التخطيط البشري
فالمشركون قد وصلوا إلى بيت الرسول قبل الموعد الذي كان يظنه، ويرتب خطته
على أساسه والمطاردون وصلوا إلى باب غار ثور
وسراقة بن مالك استطاع أن يصل إلى النبى
ومن هنا نتعلم إذا قمت بما عليك وأخذت بما تستطيع من أسباب
فإن الله سيكمل لك ما يحدث من نقص خارج عن إرادتك
لذا أغشى الله عيون المشركين أمام بيت الرسول
فلم يروه وهو خارج
ولم يجعلهم يلقون نظرة واحدة داخل الغار
حتى لا يروا حبيبه وصاحبه
وأساخ أقدام فرس سراقة في الرمال وألقى الرعب في قلبه
وشرح صدور بريدة وقومه للإسلام فآمنوا وقد خرجوا مشركين
فعادوا مسلمين
اما ماكان في هذه الرحلة كيف أن القائد العظيم
كان يعيش معاناة شعب يهاجر
كما يهاجرون يُطارد كما يُطَاردون، يتعب كما يتعبون
يحزن كما يحزنون يعيش معهم حياتهم بكل ما فيها
من آلام وتضحيات كان من الممكن أن ينقل الله رسوله الكريم من مكّة إلى المدينة
بالبراق الذي نقله في لحظة من مكّة إلى بيت المقدس،
ولكن أين القدوة في ذلك؟ وأين الأسوة؟
لا بد للمسلمين من طريق عملي لبناء الأمة
طريق في مقدور عموم المسلمين
ولا بد أن يسير في هذا الطريق
رسول الله رغم كل المعاناة والتعب
تم نسخ الرابط